البشير ابن "الهراويين".. طفل "الريمونتادا" الذي بعث الروح في "الديربي"

 البشير ابن "الهراويين".. طفل "الريمونتادا" الذي بعث الروح في "الديربي"
الصحيفة - عمر الشرايبي
الثلاثاء 26 نونبر 2019 - 10:30

 قفز من المدرج الجنوبي لملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، ليقتحم أرضية ميدان مباراة "الديربي"، الذي جمع الرجاء والوداد الرياضيين، لحساب إياب دور ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، ليتحول بعدها إلى "أحدوثة" المباراة بعد نهايتها، لما لعبه من دور رمزي في تغيير سيرورتها الطبيعية.

يدعى البشير، ذلك الطفل النحيف، صغير القامة، بقميصه الأخضر لفريق الرجاء الرياضي، ركض بسرعة، في غفلة من الجنيع، أفلت من الحواجز الأمنية، حتى وجد نفسه وسط المستطيل الأخضر، إلى جانب اللاعبين. عيناه غائرتان بالدموع وجسده في حالة من "الهيستيريا"، كما حال عشرات الآلاف من أنصار الفريق "الأخضر"، الذين لم يصدقوا أن الأخير منهزم برباعية أمام "الغريم" الأزلي.

روح جديدة، بعثها الطفل ذو 13 ربيعا، غير تلك التي جاء بها هدف حميد أحداد الثاني، كأن بالقدر أبى إلا أن يبعث البشير في تلك اللحظة، من أجل تقريب صورة ملايين "الرجاويين" للاعبين، على رقعة الميدان، لسان حاله يقول "لا تخدلونا اليوم.. فنحن نتقطع بدواخلنا".

ينحدر البشير من هذا منطقة الهراويين، بالتحديد من "الشيشان"، المنطقة التي تفتقر لأبسط ظروف العيش، في هوامش العاصمة الاقتصادية، والده غادر لتوه السجن بعد أن قضى عقوبة حبسية، يقال عنه إنه "معيل" العائلة. 13 سنة ويتحمل مسؤولية "الراجل"، يقول أحد مقربيه

 "تَيْدِيبلاصي و تيشجع الراجا فينما مشات و معامن ما لعبات، لبارح في الماتش، هبط لتيران ومشا تيجري عند اللعابة و نقا ليهم ودنيهم مزيان و هوا تيبكي و ضارباه النفس على الفرقة وقاب قوسين أو أدنى كان عنده دور كبير ف تغيير النتيجة و مسار لماتش"، يضيف آخر.

محمد الدويك، لاعب الرجاء، كان شاهدا على الواقعة، حيث كتب تدوينة عبر صفحته الشخصية في "الانستغرام"، مفادها "جاب واحد الروح للتيران خلاتنا نزيدو نموتو مع الكرة.. شفنا فيه الراجاوي لي باغي يعاون فرقتو بأقصى ما عندو"، مرفوقة بصورة الطفل الصغير منهارا بالبكاء، محمول من طرف عنصرين من أمن الملعب.

 تم تداول صورته عبر نطاق واسع، فسارعت إدارة الرجاء للتواصل معه، حيث تلقى دعوة لدخول ملعب النادي من أوسع الأبواب..سيحظى الأربعاء المقبل باستقبال الأبطال، كيف لا وهو الذي كان جزءا من "الريمونتادا" التاريخية، التي ستظل عالقة في الأذهان.

آن الأوان للمغرب أن يدير ظهره كليا للجزائر!

لا يبدو أن علاقة المغرب مع الجزائر ستتحسن على الأقل خلال عِقدين إلى ثلاثة عقود مُقبلة. فحتى لو غادر "عواجز العسكر" ممن يتحكمون بالسلطة في الجزائر، فهناك جيل صاعد بكامله، ...